أسطورة باراباس في العقيدة المسيحية: الرجل الذي نجا من الموت

النوارس
المؤلف النوارس
تاريخ النشر
آخر تحديث


بارباس


مقدمة


في عالم الأساطير المسيحية،ارتبطت شخصية باراباس مع قصة الصلب في العهد الجديد. حسب المعتقد المسيحي وشخصية باراباص ،يشوبها نوع من الغموض واللبس التاريخي  باعتباره الرجل الذي نجا من الموت في اللحظات الأخيرة حسب ألأدبيات المسيحية. ومن خلال هذا المقال، سنستعرض أسطورة باراباس  الرجل الأعجوبة الذي خُيِّر بين الحياة والموت، واختار الحياة ولن يموت حتى عودة المسيح ليخلص فضحت شخصيته كرمز للأشرار الذين تمهلهم العدالة الربانية لأشد العقاب، وسنتناول في هذا السياق دوره الرمزي في الفكر المسيحي 

 باراباس في الأسطورة المسيحية؟

باراباس، وفقًا لنصوص الأناجيل الأربعة (متى، مرقس، لوقا، ويوحنا)، وهي الأناجيل المعتمدة عالميا لدى الطوائف والكنائس المسيحية، فقد كان مجرمًا متمردا على الحكم الروماني و حكم عليه بالقتلنظرا لاهتمامك بالتآمر على نظام الحكم والتآمر عليه كما كان متهما بالسرقة والقتل، و في يوم عيد  الفصح، حيث كانت للحاكم الروماني آنذاك  بيلاطس البنطي سلطة تنفيذ الحكم أو العفو،فأمر أن يُطلق سراح أحد السجناء تخليدا لهذا العيد. وحسب النصوص المسيحية فقد كانت الجماهير الحاضرة والتي حجت بكثرةلتختار من سيناله العفو هل  يسوع المسيح الذي كان يُعتبر بريئًا من تهمته والتي تمثلت بأنه أدعى أنه ملك اليهود ، وباراباس الذي كان متهمًا بالجريمة. في حين  اختار الشعب الإفراج عن باراباس، المجرم المتمرد، ،وحكم على المسيح حسب المعتقدات المسيحية بالصلب

بالرغم من تاريخية الحكاية كحدث مهم وبارز في التاريخ المسيحي  إلا أن رجال الدين حولوها  إلى أسطورة تحمل معاني عميقة في الفكر المسيحي.  فشخصية باراباس لم تقرن فقط بالإجرام ، بل أصبح رمزًا لمن قد يُعطى فرصة جديدة،  وعمرا جديدا لنجاة غير متوقعة 

أسطورة باراباس: بين الحقيقة والخرافة

 أصبحت أسطورة بارباص  جزءًا لا يتجزأ من الخطاب الديني  المسيحي، وبدأ جال الدين يؤولونها حسب اجتهادات وإسقاطاتهم فكانت شخصية بارباص إشارة لفهم الرحمة الإلهية و الخلاص. وحسب الأساطير المسيحية، فباراباس ليس  شخصاعاديا نجا من الموت بضربة حظ،  بل هو رمز الإنسان الذي يكون الجماعة  التي تختار بين الخير والشر. هي  تلك الجماعة التي اختارت بارباص وحكمت على المسيح بالصلب فاستغل الفكر الديني المسيحي موت المسيح كمايزعمون وأضفوا على الحدث صفة الفداء والموت من أجل الخلاص في انتظار العودة ،وهي تمثل أيضا لحظة نفسية لباراباس الذي ينجو من الهلاك في آخر لحظة

باراباس: الرجل الذي ينجو من الموت

أسطورة باراباس في الفكر المسيحي تتمركز حول شخصيةالرجل الذي نجا من الموت في لحظة فاصلة وفي زمن نفسي وروحي يتقرر فيه مصير نبي ومصير مجرم ، فكان اختيار الجماهير للمجرم وهذا الإختيار كان  بمثابة فرصة ثانية في الحياة، فرصة فريدة قليلا ما تتحقق، بعدها سافر بارباس إلى بلاد الروم عبر البحر فجاءت عاصفة هوجاء ضربت الزورق الذي سافر فيه فمات الجميع في هذه العاصفة إلا باراباس  الذي لفظه البحر على الشاطى فالتقطه أحد القراصنة ليبيعه عبدا في روما، وبقي عبدا لمدة حتى جاءت إحدى الاحتفالات التي تقام فيها مصارعة العبيد ،والفائز يأخذ صك الحرية فشارك بارباس بالرغم من خبرته القتالية المتواضعة وكان في كل لقاء ينجوا من الموت بطريقة عجيبة ويقتل غريمه حتى نال حريته واختفى  حاملا معه وزر العيش الأبدي في عالم الظلام والشر والقتال حتى عودة المسيح ليخلصه من آلام الخلود الزائف حسب الأساطير المسيحية

الدروس المستفادة من أسطورة باراباس

1.  أسطورة باراباس تُعلّمنا أن الخلاص ليس دائمًا محصورًا في الأشخاص الذين نراهم أبرياء.  وأن اختيار الجماعة ليس بالضرورة أن يكون صحيحا

2. : تبرز القصة مفهوم الاختيار بين الخير والشر في حياة الناس  ففي بعض الفترات، قد يتم منح النجاة حتى لأولئك الذين بدا أنهم استحقوا الموت.بينما يقتل من يستحق الحياة

3. : باراباس هو رمز للأمل لأولئك الذين يرجون أن ينقلب مصيرهم في اللحظة الأخيرة، مما يعني أن الحياة مليئة بالفرص الثانية التي يجب أن نستفيد فيها من أخطأنا السابقة

خاتمة 

تعد أسطورة بارباس في الفكر المسيحي كأحد الرموز الدينية التي بالغ رجال الدين المسيح في إضفاء صفة الرمزية على بارباص  وكذالك على شخص المسيح مما سلبهم عالمهم البشري كنبي يأكل الطعام ويمشي في الأواق وأتباعه ومن عاصره من اعداءه وحوارييه




تعليقات

عدد التعليقات : 0