مقدمة
العالم الآن يعيش مرحلة جديدة في ميدان التكنولوجيا عبر ظهور تقنية الذكاء الاصطناعي وتنافس كبريات الشركات العالمية المحتكرة لميدان النت و التكنولوجيا الرقمية على سبيل المثال مايكروسوفت وجوجل وأبل شركات أخرى تحاول تطوير خوراريزميات الذكاء الاصطناعي عبر استثمارات ضخمة مما يؤثر على التكهن بمستقبل الإنسانية وأمنها، وفي هذا المقال سنحاول التعريف بأهمية الذكاء الاصطناعي، و تحدياته، وانعكاسات ذلك على مفهوم ومستقبل الإنسان والأمن البشري
تقنية الذكاء الاصطناعي بين التحديات السلبيةوالإيجابية
الذكاء الاصطناعي وإيجابياته
تكمن أهمية الذكاء الاصطناعي في توفير الجهد والوقت والدقة فلنأخذ الجانب الصحي كمثال إذ أن خوارزميات الذكاء الاصطناعي وتقنية التعلم الذكي تساعد في تحديد الطبيعة المرضية بدقة وكذلك على المستوى التعليمي فالذكاء الإصطناعي وتقنيات التعلم والتعليم عن بعد ساهمت في تعزيز طرق التعليم مما ساهم في خلق إبداعي في مجالات مختلفة من قبيل اكتساب المهارات الجديدة عبر آلية التعلم الذاتي ،ولنأخذ مثلا آخر عند المهندسين فتقنية الذكاء الاصطناعي ووجود الخوارزميات الهندسية ساهمت في زيادة تكنولوجية البنايات والتصاميم الهندسية
فالذكاء الاصطناعي الحديث كما قلنا هو في مرحلة جديدة من مراحل تطور واستمرار عصر التكنولوجيا والتقنية، ومن أهم إيجابياته توفير الوقت والجهد والدقة، وعلى الرغم من وجود إيجابيات هناك أيضا سلبيات
الذكاء الاصطناعي وسلبياته
إن تقنية الذكاء، الإصطناعي تحاول عدة شركات عالمية مشهورة، رسملته عن طريق الاحتكار مما يتيح لهاته شركات توجيه العالم الرقمي حسب طلباتها ومصالحها الخاصة حيث تمكنت من تشكيل لوبيات عالمية تمتلك ضغط القوة الرقمية و من أهم سلبيات الذكاء الاصطناعي أيضا قتله لجانب الإبداع واللمسة البشرية وهو مايمثل الخصوصية البشرية كقوة مفكرة ومبدعة حيث يمكن لخوارزميات الذكاء الاصطناعي أن تؤلف قصائد في الشعر وكذلك يمكن لها نسج قصص من مخيلة الذكاء الاصطناعي إلى جانب كل الأجناس الأدبية وحتى بحوث الدكتوراه والماستر وهو ما يضم سؤال جوهريا حول الخصوصية العلمية ومدى مصداقيتها وحول مستقبل الإنسان كذات روحية وعقلية مفكرة وهو مايضع الجانب الوجودي على المحك وبالتالي فالذكاء الإصطناعي يمكن أن ينتج انماطا بشرية غبية مليئة بالخمول والكسل وهو مايطرح السؤال حول الذكاء الاصطناعي كأداة للتطور التقني والجانب الأخلاقي
التحديات التقنية والأخلاقية للذكاء الاصطناعي
التحديات التقنية للذكاء الاصطناعي
سنلقي الضوء على أهم سؤال يؤرق العلماء المختصين ،ألا وهو مستقبل البشريةىفي ظل التطور التقني والتكنولوجيا الحالية والذي يمكن فيه أن يكون هناك انفلات وعجز في السيطرة على التقنية مواكبة مع التطور التقني الذي يزدهر بشكل كبير عبر الاستثمارات الضخمة العالمية وتعدد الابتكارات وفي هذا السياق سنلقي الضوء على تجربة في أحد المعارض في اليابان وآخر ماوصلت إليه التكنولوجيا حيث تم تقديم عرض يشرح مفهوم التواصل باستعمال تقنية الذكاء الاصطناعي بواسطة روبوتين مبرمجين يتحدثان بكل اللغات فتم التواصل بين الآلتين بشكل ملفت وفهم كل الروبوتين بعضيهما غير أن صدفة غريبة اثارث الدعر والهلع عند المخترعين حيث توقف أحد الروبوتين نتيجة خلل تقني واصبح يتكلم بلغة غريبة وهي عبارة عن هلوسات تشكلت نتيجة خطأ في إحدي الخوارزميات فاستجاب له الروبوت الثاني بالرغم من لغة الخلل الناتج عن العطب التقني وهو ما يؤكد جدية التحديات التقنية كخطر قائم ومحتمل يجب التعامل معه واستباقه
التحديات الأخلاقية للذكاء الاصطناعي
إن تقنيات الذكاء الاصطناعي والتقدم العلمي واستعمال التكنولوجياوضع امامنا تحديات مستقبلية، فبعض تقنيات الذكاء الاصطناعي تسهل استخدام الخصوصية الفردية واستباحتها ويمكن العثور على كل ما يتعلق بالخصوصية بسهولة وفي متناول الجميع كما ان تقنيات الذكاء الاصطناعي المتا حة سهلة الولوج إلى المعلومات المتعلقة بالافراد مما ييستوجب الحماية اللازمة لحماية وصيانة حقوق الملكية الفكرية وجزر السرقات الادبية حفاظا على حقوق الملكية والمحافظة على المنتجات الأدبية والفنية والعلمية كنوع من الاعتراف بالحقوق
تجربة الذكاء الاصطناعي ومستقبل الأمن البشري
مراحل تطور الذكاء الإصطناعي
أن أول تجربة في هذا الميدان تعود للعالم آلان تو رينج أو ماسمي فيما بعد بعد بتجربة تورينج وكان ذلك عام1950وكان الهدف من هذه التجربة هو معرفة وقياس مدى قدرة الآلة على استيعاب الأشياء مقارنة مع العقل البشري
وفي سنة1956 انعقد مؤتمر دارتموت الذي يعتبر اللبنة الأولى لأول ورشة للذكاء الاصطناعي ليتوالى بعد ذلك التقدم العلمي والتكنولوجي في ستينيات القرن الماضي حيث تم العمل بالذكاء الرمزي عبر نظام الترميز فاستخدمت هذه التقنية من طرف خبراء في العلوم والتكنولوجيا إلا أن بداية الألفية الثالثة عرفت تقدما مهولا في تقنيات الذكاء حيث أصبحت في متناول الجميع وأصبحت منتوجا يباع ويشترىمع العلم أن تقنية التكنولوجيا لم تعد حكرا على الخبراء والمصالح الرسمية بل أصبحت منتوجا في متناول يد الجميع عبرتحرير السوق الرقمي
الذكاء الاصطناعي ومستقبل الأمن البشري
إن استخدام الذكاء الاصطناعي و استباحته لمكونات الخصوصية زاد من القلق العالمي حول تقنية الذكاء الاصطناعي وتحوله إلى آلة ذات ذكاء عاطفي ووجداني كطفرة تقنية يمكن أن يهدم المستقبل البشري مما يضع مستقبل الإنسان على المحك ليبقى التكهن بمصير الأمن البشري مقلقا وغامضا في ظل الغزو التقني، مما يتطلب قراءة استباقية لمفهوم ومستقبل الأمن البشري في ظل انفلات التكنولوجيا حيث فطنت العديد من الدول والمنظمات والتجمعات الإقليميةالى إيجاد إطار قانوني متوافق عليه لمكافحة هذه الجريمة عبر نصوص ومواثيق عالمية ، فبدأ ذلك منذ مؤتمر بودابيست 2001والمتعلقة بالأمن البشري السيبراني مرورا باتفاقية النيتو مع الاتحاد الأوروبي.
خاتمة
التطور التقني والعلمي وتقنيات الذكاء الاصطناعي هو سلاح ذو حدين يمكن أن يكون أداة تساهم في إرساء الأمن لمساعدة الرفاهية البشرية والتطور العلمي والكنولوجي وكذلك يمكن أن يكون سلاحا هداما للقيم الثقافية الإنسانية