مقدمة
ابن رشد (1126-1198م) العالم والقاضي والفيلسوف الذي يعتبر أحد أعظم الشخصيات الثقافية والفلسفية في التاريخ الإسلامي والعالمي. لم يكن مجرد عالم فقيه، بل كان أيضا طبيباً،وقاضيا وعالماً بارعاً في عدة مجالات . وله الفضل في تطور الفكر الأوروبي حيث تمت ترجمة كتبه فأثرت أفكاره العميقة في الفكر الأوروبي خلال العصور الوسطى، فكان جسراً ثقافياً بين الحضارة الإسلامية والغرب.
ابن رشد الولادة والمحيطAverroes
ابن رشد ،من مواليد مدينة قرطبة بالأندلس عام 1126م زمن حكم الخلافة الإسلامية في شبه الجزيرة الإيبيرية،نشأ فيA عائلة علمية عريقة،تواصلت القضاء ،فكان والده وجده قاضيين معروفين في سير اعلام ونبلاء الأندلس، وقد عرف عن ابن رشد منذ صغره فطنت وذكاء وحبه الشديد للعلم نظرا للمحيط العام الإجتماعي الذي نشأ فيه وترعرع
إسهاماته الثقافية والفلسفية
1. شروحه لأرسطو: حلقة الوصل بين الشرق والغرب
عرفعن ابن رشد بأنه"شارح أرسطو" وقد لقب أيضا بهذا اللقب، فقدّم شروحاً موسّعة ومبسطة لفلسفة أرسطو، جعلتها مفهومة للعالم الإسلامي والغرب بصفة خاصة فنشأ جيل من المفكرين الأوروبيين متأثرين بأعمال العلمية مثل توما الأكويني و العديد من الفلاسفة الأوروبيين، فكانت أثارت العلمية مهدا لظهور عصر النهضة الأوروبية في القرن الرابع عشر.
2. الفلسفة: بين الدين والعقل
التوفيق بين العقل والنقل كان جوهر فلسفة ابن رشد فرح ذالك . في كتابه الشهير "فصل المقال"،حيث أكد أن الشريعة الإسلامية لا تتعارض مع الفلسفة، إذ اعتبر الحكمة هي الشريعة واختها الرضيعة ،فسهل آليات استخدام العقل لفهم النصوص الدينية. فأثارت هذه الأفكار جدلاً واسعاً بين العلماء، وخلقت فيما بعد نقاشات داخل العقيدة المسيحية ليبرز بعدها حركات الإصلاح الديني والفكري التي طرحت للنقاش قضية العقل مع النص الديني
3. الطب: طبيب موسوع
4. القضاء: العدالة والتسامح
تولى ابن رشد القضاء في قرطبة في فترة تميزت أحكامه بالعلاقة مستلهما من أفكاره المستنيرة،معتبرا أن العدالة هي أساس الحضارة، وهي عماد الملك ودايم توطيده ،فدعا إلى احترام التنوع الثقافي والديني وإقامة العدالة التي تنتصر في جوهرها للحق
ابن رشد وتأثيره في الفكر الأوروبي
ترجمت أعمال ابن رشد العلمية والفلسفية إلى اللغات اللاتينية والعبرية. ولقيت اقبالا من العديد من المفكرين والفلاسفة الأوروبيين ،وبقيت فلسفتك لعدة قرون تدرس كان لها تأثير كبير على الفكر السكولائي في الجامعات الأوروبية، نذكر منها جامعة باريس. فانتشر مذهبه العلمي والفكري في إيطاليا وفرنسا، فكان أحد أعمدة رواد النهضة الفكرية في أوروبا.
ابن رشد والعصر الحديث
ظلت أفكار ابن رشد لعدة قرون ملهمة للعديد من الفلاسفة والمفكرين و حتى عصرنا الحالي . فصورته الأدبيات الغربيةكرمز للتسامح الفكري والحوار بين الثقافات. عبر ترسيخه لعدة مبادى من ضمنهاىأهمية التفكير النقدي وحرية التعبير، وهي قيم أساسية ينبني عليها العالم الحالي
الجدل حول ابن رشد
رغم كون ابن رشد عالما وفيلسوفا منظرا لم يشفع له هذا من النجاة من اضطهاد سياسي وديني في أواخر حياته. فنُفي من قرطبة بأمر من الخليفة المنصور الموحدي،فاتهم بالكفر والزندقة وأُحرقت كتبه الفلسفية. ومع ذلك، استمرت كتبه لولا الترجمة الغربية فاعتبره الغرب مفكرهم الذي تبنوه واعتبره العالم الإسلامي زنديق خرج عن الثوابت بفتوى علماء وفقهاء عصره ،فما ابن رشد وبقي الصراع عليه إلى عصرنا الحالي وأكبر نموذج في العالم العربي هو تحليلات الراحل محمد عابد الجابري والدكتور طه عبد الرحمان
خاتمة
يعد الفيلسوف ابن رشد مثالاً حياً على قدرة الفكر الإنساني على تجاوز الحدود الثقافية والجغرافية. وانتصار الفكر والعدالة فعال ابن رشد بين رواق المجلدات وفي المذاكرة الفكر الإنساني أكثر مما عاش قاتلوه فأثبتت أعماله أن العقل والمعرفة هما السبيلان لتحقيق التقدم الحضاري.
-